مدينة جدنا لا تقبلينا
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعرة: أمّ كلثوم ابنت امیر مؤمنين عليهماالسلام
القرن الأول
لمّا توجهت الى المدينة ، جعلت تبكي و تقول:
مدينة جدنا لا تقبلينا | فبالحسرات والأحزان جينا | |
ألا فاخبر رسول الله عنا | بأنا قد فجعنا في أبينا | |
وأن رجالنا بالطف صرعى | بلا روس وقد ذبحوا البنينا | |
وأخبر جدنا أنا أسرنا | وبعد الأسر يا جدا سبينا | |
ورهطك يا رسول الله أضحَوا | عرايا بالطفوف مسلبينا | |
وقد ذبحوا الحسين ولم يُراعوا | جنابك يا رسول الله فينا | |
فلو نظرت عيونك للأسارى | على قُتُبِ الجمال محملينا | |
رسولَ الله بعد الصون صارت | عيون الناس ناظرة إلينا | |
وكنت تحوطنا حتى تولت | عيونك ثارت الأعدا علينا | |
أفاطم لو نظرت إلى السبايا | بناتك في البلاد مشتتينا | |
أفاطم لو نظرت إلى الحيارى | ولو أبصرت زين العابدينا | |
أفاطم لو رأيتينا سهارى | ومن سهر الليالي قد عمينا | |
أفاطم ما لقيتي من عداكي | ولا قيراط مما قد لقينا | |
فلو دامت حياتك لم تزالي | إلى يوم القيامة تندبينا | |
وعرج بالبقيع وقف وناد | أيا ابن حبيب رب العالمينا | |
وقل يا عم يا حسن المزكى | عيال أخيك أضحَوا ضائعينا | |
أيا عماه إن أخاك أضحى | بعيدا عنك بالرمضا رهينا | |
بلا رأس تنوح عليه جهرا | طيورٌ والوحوش الموحشينا | |
ولو عاينت يا مولاي ساقوا | حريما لا يجدن لهم معينا | |
على متن النياق بلا وطاء | وشاهدت العيال مكشفينا | |
مدينة جدنا لا تقبلينا | فبالحسرات والأحزان جينا | |
خرجنا منك بالأهلين جمعا | رجعنا لا رجال ولا بنينا | |
وكنا في الخروج بجمع شمل | رجعنا حاسرين مسلبينا | |
وكنا في أمان الله جهرا | رجعنا بالقطيعة خائفينا | |
ومولانا الحسين لنا أنيس | رجعنا والحسين به رهينا | |
فنحن الضائعات بلا كفيل | ونحن النائحات على أخينا | |
ونحن السائرات على المطايا | نشال على جمال المبغضينا | |
ونحن بنات ياسيناً وطه | ونحن الباكيات على أبينا | |
ونحن الطاهرات بلا خفاء | ونحن المخلصون المصطفونا | |
ونحن الصابرات على البلايا | ونحن الصادقون الناصحونا | |
ألا يا جدنا قتلوا حسينا | ولم يرعوا جناب الله فينا | |
ألا يا جدنا بلغت عدانا | مناها واشتفى الأعداء فينا | |
لقد هتكوا النساء وحملوها | على الأقتاب قهرا أجمعينا | |
وزينب أخرجوها من خباها | وفاطم والها تبدي الأنينا | |
سكينة تشتكي من حر وجد | تنادي: الغوث رب العالمينا | |
وزين العابدين بقيد ذل | وراموا قتله أهل الخؤونا! | |
فبعدهُمُ على الدنيا ترابٌ | فكأس الموت فيها قد سقينا | |
وهذي قصتي معْ شرح حالي | ألا يا سامعي فابكوا علينا |
مصادر:
(بحار الانوار ج 45 ص 198)