قفْ بالديارِ وحيّهنّ ديارا
بسم الله الرحمن الرحيم
الشاعر: السيد اسماعيل الحميري (قفْ بالديارِ وحيّهنّ ديارا)
القرن الثاني
عليٌ إمامٌ وصيُّ النبيِّ | بمحضَرِهِ قدْ دعاهُ أميرا | |
وكانَ الخصيصَ (1) به في الحياةِ | فصاهرَهُ واجتباهُ عَشيرا |
*****
قفْ بالديارِ وحيّهنّ ديارا | واسقِ الرسومَ المدمَعَ المِدْرارا | |
كانتْ تحِلُّ بها النوارُ وزينبٌ | فرعى إلهي زينباً ونوارا | |
قلْ للذي عادَى وصيَّ محمدٍ | وأبانَ لي عن لفظِهِ انكارا | |
من عندَهُ علمُ الكتابِ وحكمُه | منْ شاهدٍ يتلوهُ منه نِذارا | |
علمُ البلايا والمنايا عندَهُ | فصلُ الخطابِ نمى إليه وَصارا | |
وله ببدرٍ وقعةٌ مشهودةٌ | كانتْ على أهلِ الشقاءِ دَمارا | |
فأذاقَ شيبةَ والوليدَ منيةً | إذْ صبَّحاهُ جحْفلاً جرّارا | |
وأذاقَ عُتبةَ مثْلَها أهوى لها | عضباً صَقيلًا مُرهفاً بتّارا | |
ولهُ بلاءٌ يومَ أُحدٍ صالحٌ | والمشرفيةُ تأخذُ الأدبارا | |
إذْ جاءَ جبريلٌ فنادى مُعلناً | في المسلمينَ وأسمَعَ الأبرارا | |
لا سيفَ إلّا ذو الفقارِ ولا فتى | إلا عليٌّ إن عَدَدْت فخارا | |
مَنْ خاصِفٌ نعلَ النبيِّ محمّدٍ | أرْضى الإلهَ بفعلِه الغَفّارا | |
فيقولُ فيهِ مُعْلِناً خيرُ الورى | لا تجْهلوه فترجِعوا كُفّارا | |
هذا وصيّي فيكُم وخليفتي | منْ شاهدٍ يتلوهُ منه نِذارا | |
ولهُ بيومِ الدَّوْحِ أعظمُ خطبةٍ | أدّى بها وحيَ الإلهِ جِهارا | |
ولهُ صراطُ اللهِ دونَ عبادِهِ | منْ يهده يُرْزَقْ تقًي ووَقارا | |
في الكتبِ مسطورٌ مجلًّى باسمِه | وبِنَعْتِه فاسألْ به الأحبارا | |
مَنْ كانَ ذا جارٍ لهُ في مسجدٍ | مَنْ نالَ منهُ قرابةً وجِوارا | |
واللهُ أدخلَهُ وأخرجَ قومَهُ | واختارَه دونَ البَريّةِ جارا | |
من كان جِبريلٌ يقومُ يمينَهُ | فيها وميكالٌ يقومُ يَسارا | |
مَنْ كانَ يَنصُرُهُ ملائكةُ السّما | يأتونَه مَدَداً له أنصارا | |
مَن كانَ وحّدَ قبلَ كلِ موحِّدٍ | يَدْعو الإلهَ الواحدَ القهّارا | |
مَن كانَ صلى القبلتَيْنِ وقومُهُ | مثلُ النواهِقِ تحمِلُ الأسفارا | |
مَن كانَ في القرآنِ سمّي مؤمناً | في عشْرِ آياتٍ جُعِلْن خيارا | |
مِن قالَ للماءِ افجري فتفجَّرتْ | ما كلَّفت كفّاً له مِحْفارا | |
حتّى تروّى جندُه في مائها | لمّا جرى فوقَ الحضيضِ وَفارا | |
وبِكرْبلا آثارُ أُخرى قَبْلها | أحيا بها الأنعامَ والأَشجارا | |
وأتاهُ راهِبُها وأسلمَ طائعاً | معهُ وأثنى الفارسَ المِغْوارا | |
أمْ من عليهِ الشمسُ كرَّتْ بعدما | غربتْ وألبسَها الظلامُ شِعارا | |
حتّى تلاقى العصرُ في أوقاتِها | واللهُ آثَرَه بها إيثارا | |
ثَمّت توارَتْ بالحِجابِ حثيثةً | جعلَ الإلهُ لسيْرِها مِقْدارا | |
منْ كان آذَنَ منهم بِبراءةٍ | في المشرِكين فأنذرَ الكفّارا | |
منكمْ برِئْنا أجمعين فأشهراً | في الأرضِ سيروا كلُّكم فُرّارا | |
وابتاعَ منْ جبريلَ حبّاً قد زكى | في جنةٍ لم تحرم الأَنهارا | |
جبريلُ بايعه وأحمدُ ضيفُه | خيرُ الأنامِ مركباً ونجارا |
(1) خصيص : أي افرده دون غيره.
المصدر القصيدة الأول:
المصدر الأول : أعيان الشيعة – السيد محسن الأمين – ج 3 – الصفحة 423.
المصدر الثاني: مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب – ج 3 – الصفحة 69.
المصدر الثاني: مناقب آل أبي طالب – ابن شهر آشوب – ج 3 – الصفحة 69.
المصدر القصيدة الثاني:
المصدر الأول : علي في الكتاب والسنة والأدب – الحاج حسين الشاكري – ج 4 – الصفحة 42.
المصدر الثاني: الغدير – الشيخ الأميني – ج 2 – الصفحة 217.