مختصر من حياة الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

مختصر من حياة الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام

الإمام جعفر الصادق عليه السلام

الإمام السّادس ينبوع العلم و معدن الحكمة و اليقين مولانا ابوعبداللّه جعفر بن محمّد بن الصّادق صلوات الله عليه و على آبائه و ابنائه الطّاهرين

وُلد عليه السّلام بالمدينة المنوّرة يوم السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل سنة 83 من الهجرة، و هو يوم الّذي وُلد فيه النّبي صلي الله عليه وآله.

أمّه النّجيبة الجليلة فاطمة المعروفة بأمّ فروة بنت القاسم.

انتقلة الإمامة له في سنة 114 للهجرة وله من العمر آن ذاك 31 سنة.
أدرك في مدّة إمامته انقضا دولة بني أميّة و إبتداء دولة بني العباس و قد أظهر قطرة من علمه في حياته و مدّة إمامته، وتحيرت العقول من علمه و فصاحته و بلاغته حتّى ذكر عن بعض علماء المخالفين أنّه (ما رأيت أفقة من جعفر بن محمّد و أنّه أعلم الأمّة).

و روى ابن شهراشوب عن مسند ابي حنيفة قال الحسن بن زياد: سمعت أبا حنيفة وقد سئل من افقه من رايت، قال: جعفر بن محمد (عليه السلام)، لما اقدمه المنصور، بعث اليّ، فقال:

يا ابا حنيفة ان الناس قد فتنوا بجعفر بن محمد فهيء له من مسائلك الشداد، فهيأت له اربعين مسألة، ثم بعث اليّ ابوجعفر وهو بالحيرة فاتيته فدخلت عليه و جعفر (عليه السلام) جالس عن يمينه فلما بصرت به دخلني من الهيبة لجعفر مالم يدخلني لابي جعفر، فسلمت عليه، فأوما اليّ فجلست، ثم التفت اليه فقال:

يا ابا حنيفة القي على أبي عبداللّه من مسائلك، فجعلت القي عليه فيجيبني فيقول أنتم تقولون كذا و أهل المدينة يقولون كذا فرُبَما تابعنا و رُبَما تابعهم و رُبَما خالفنا جميعاً و حتّى اتيات على الأربعين مسألة فما أخلّ منها بشيء ثم قال ابوحنيفة: أليس أن أعلم النّاس أعلمهم باختلاف الناس.

و قد نُشر العلم في زمانه ببركته وجوده الشّريف وكان له 4000 تلميذاً كلهم يقولون قال جعفر بن محمّد، وكان مدّه امامته 34 سنة .

أدرك في مدّة إمامته مُلك بعض الأُمويين والعباسيين فانتقل الإمامة له في زمان مُلك هشام بن عبدالملك ثمَّ جاء بعده وليد ابن يزيد ابن عبدالملك ثمّ يزيد ابن وليد ثمّ ابراهيم ابن وليد ثمّ مروان حمار الذّى كان آخر ملك من بني أميّه ثم جاء بعدهم العباسيون في سنة 132

جاء أبو العبّاس السفاح ثم بعده جاء أبوجعفر المنصور الدوانيقي فسم الإمام عليه السلام في سنة 148 بعنبٍ مسمومٍ

ومضى الى ربه مسموماً شهيداً في يوم 25 شوال و كان له من العمر 65 سنة و دُفن بالبقيع بجنب ابيه و جدّه عليهم السّلام.