sex filmy teen playgirl enjoys insertions. http://www.onlyindian.club www.redwapporn.one

المجلس السّابع والعشرون لليلة السّابعة والعشرون من رمضان

المجلس السّابع والعشرون لليلة السّابعة والعشرون من شهر رمضان

آدابُ ووظائفُ المنتظرينَ لصاحبِ الزّمان عليه‏ السلام

 

من كتابٍ ورد من ناحيةِ الإمام المهدي عليه ‏السلام على الشّيخ المفيد (1) قدس ‏سره قال عليه ‏السلام فيه:

«إِنّا غيرُ مُهمِلينَ لمراعاتِكم ، ولا ناسينَ لِذكركُمْ ، ولولا ذلكَ لَنزلَ بكم اللأْواءُ (2)، واصطَلمَكُمُ الأعداءْ». (3)

*****

لا شكّ في أنّ الشّيعة من المؤمنين والمؤمنات في هذا الزّمان تحوطهم عنايات الإمام المهدي عليه ‏السلام ، ويرعاهم بلطف رعايته ، ويحرسهم ببركات دعائه الشّريف لهم ، ولولا ذلك لحلّت بهم الكوارث ، واستأصلهم الأعداء ، واجتاحهم البلاء ، كما هو مصرّحٌ في الكتاب الذي خاطب به الإمام المهدي عليه‏ السلام الشّيخ المفيد قدس‏ سره.

وشدّة اهتمام الإمام الحجّة عليه‏ السلام بالشّيعة أمرٌ محسوسٌ يدركه أهلُ التتبّع والعلم ، ويعرفون عظيم آثاره المحسوسة ، وجليل بركاته الملموسة ، منذ غيبتِهِ عن الأنظار إلى يومنا هذا ، وإلى أن يُظهرَهُ اللّه‏ُ تعالى فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجورا.

وهو عليه ‏السلام مطّلع علينا لا يغيب عنه شيءٌ من أخبارنا ، فيعرفُ ما نعمل ، وما نترك ، وما ندعو به ، في ليلنا ونهارنا ، في حلّنا وترحالنا ، في صيفنا وشتائنا ، وهذا ما صرّح به عليه ‏السلام في نفس كتابه الذي بعثه إلى المرحوم الشّيخ المفيد فقال صلوات اللّه‏ عليه:

«فإنّا نُحيط علماً بأنبائكم ، ولا يعزُبُ عنّا شيءٌ من أخباركم» ، فإذا كان الأمر كذلك ، فالواجب على المؤمنين والمؤمنات عامّة ، وعلى المنتظرين منهم خاصّة أن يراقبوا أعمالهم ، ويحاسبوا أنفسهم كلّ يوم كمحاسبةِ الشّريكِ لشريكِهِ في العمل ، لئلاّ ـ لا قدّر اللّه‏ تعالى ـ يصل إلى الإمام عليه ‏السلام منهم شيءٌ يكرهُهُ ، فيتألّم لأجله.

وَلْيُعْلَمْ أنّ ما يصل إليه يوميّاً ـ منذ غيبته ـ من جرائم الأعمال ، وفضائع الأفعال ، وقبائح الأقوال ما لا يعرفه إلاّ اللّه‏ تعالى ، وهو وحده سبحانه الذي يقف على شدّة تأثيرها على الإمام أرواحنا فداه.

ومن هنا ، فسأذكر لك ـ عزيزي المنتظِر الفاضل ـ مجموعة من الآداب الشّرعيّة التي لا بُدّ مِنْ أن تحصل عليها ، فإذا انضمّت إلى الوظائف ـ التي سأذكرها لك لاحقاً ـ فهي الغاية في انتظام الأمر ، والرّقي المعنوي ، والقرب من رضا مولانا صاحب الزّمان عليه أفضل الصّلاة والسّلام ، وهي وصايا أكّد عليها السّلفُ الصّالحُ من علمائنا الأبرار ، وفقهائنا الأخيار ، وسأذكرها على شكلِ نقاط ليسهل عليك حفظها بعد التوكّل على اللّه‏ تعالى.

الآداب:

1 ـ حسن الخُلُق :

فإنّ صاحبَ الأخلاقِ الكريمة قريبٌ من اللّه‏ تعالى ورحمته ، قريبٌ من أوليائه المعصومين عليهم ‏السلام وعنايتهم ،قريبٌ من النّاس وقلوبهم ، وبعبارة أخرى يكون قريباً من أهل السّماء كما هو قريبٌ من أهل الأرض.

وكفى في فضله مدحُ اللّه‏ تعالى لنبيّنا الكريم صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله به حيث قال تعالى: «وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم». (4)

وعن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‏ السلام قال: «إِنّ أكمَلَ المؤمنينَ إِ يماناً أحسنُهُمْ خُلْقاً». (5)

وعن رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله قال: «ما يوضَعُ في ميزان امرى‏ءٍ يومَ القيامةِ أفضلُ من حسنِ الخلق». (6)

وعن الإمام أبي عبد اللّه‏ الصّادق عليه‏ السلام قال: «ما يَقدِمُ المؤمنُ على اللّه‏ِ عزّوجلّ بعملٍ بعد الفرائضِ أحبُّ إلى اللّه‏ تعالى من أنْ يسَعَ النّاسَ بخلقه». (7)

وعليك بالتّواضع في كلّ أحوالِك ، وبطيبِ الكلام مع النّاس ، وحسنِ البِشرِ والتبسّم ، والمداراة معَ المخالفين والحاسدين ، والصّبر على ذلك ، والرّفق ، والمداومَة على ذلك حتّى تَرْسَخَ هذه الأخلاقُ الفاضلةُ في النّفس.

2 ـ طاعة اللّه‏ سبحانه :

وعليك بطاعة اللّه‏ تعالى في جميع الأوقات ، والحالات ، خصوصاً في الخلوات حيث لا يراك غيرُ اللّه‏ تعالى ، واعلم أنّك بطاعتك للّه‏ تعالى ترتقي إلى الدّرجات العاليه ، وبمعصيتِكَ تهبط إلى أسفل الدّرجات ، وتسقط من عين اللّه‏ تعالى ، ورسوله صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله ، وأوليائه عليهم ‏السلام، وإذا وقعت المعصية منك ، فأسرع إلى التّوبة والنّدم ؛ لتتخلّص من آثارها السيّئة ، المبعدة عن اللّه‏ وأوليائه.

وعوّد نفسَك على ذكر اللّه‏ تعالى عند الحلال والحرام ليكون مانعاً لك عن ارتكاب ما لا يرضاه سبحانه.

فعن أمير المؤمنين عليه‏ السلام أنّه قال: «الصّبرُ صبران: صبرٌ عند المصيبة حسن جميل ، وأحسنُ من ذلك الصّبرُ عند ما حرّمَ اللّه‏ُ عليك ، والذّكرُ ذكران: ذكرُ اللّه‏ِ عزّوجلّ عند المصيبة ، وأفضلُ من ذلك ذكرُ اللّه‏ِ عند ما حرّمَ عليك ، فيكون حاجزاً». (8)

انظر ـ عزيزي المنتظر الفاضل ـ كيف جعل الإمام عليه‏ السلام في هذه الرّواية الشّريفة ذكرَ اللّه‏ عزّوجلّ عند ما حرّم حاجزاً يحجز الإنسان ، ويُبعِدُهُ عن الوقوع في المعصية.

3 ـ علوّ الهمّة ونبذ الكسل :

كن عالي الهمّة مُجِدّاً في أعمالِ الخيرِ ، والعبادةِ ، وطلبِ ما عند اللّه‏ سبحانه وتعالى ، واجعل نظرك متوجّهاً لمن هو أعلى عبادة منك ، وأكثر التزاماً بالأعمال المستحبّة المقرّبة للّه‏ تعالى ، وأكثر تركاً للأعمال المكروهة المبعّدة عن اللّه‏ وعن أوليائه عليهم ‏السلام ، لتلحق به ، فتترقى وتترقى كلّ يوم وليلةٍ في درجات الكمال.

وإِيّاك والكسل والبطالة ومقدّماتهما ، فإنّ الشّيطان والنّفسَ الأمّارة بالسّوءِ إذا عجزا أن يزيّنا للإنسان القبيح ، ويقبّحا الحسَن ، توجّها بالوسوسةِ والتّرغيب بأعمالٍ تؤدّي إلى الكسل والبطالة ممّا هو زائد على مقدار الحاجةِ والضّرورةِ من المآكل ، والمشارب ، والنّوم ، والرّاحة، والاستجمام ، وجمع المال ، وصرف الأوقات الثّمينة في ذلك ، فإيّاك وصرف العمر في ذلك الذي ليس فيه منافع أخرويّة ؛ لأنّ كلَّ آنٍ من آناتِ عُمُرِكَ هو جوهرةٌ ثمينة ، بل أعزّ منها ، لإمكان تحصيل الجوهرة بالكدِّ والكسب ، ولا يمكن تحصيل زيادة في العمر (9) أبداً ، قال تعالى: «وَلَنْ يُؤخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا» (10) ، وقال تعالى: «فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ». (11)

4 ـ التدبّر فى القرآن وأحاديث المعصومين عليهم ‏السلام:

وعليك بقراءة القرآن الكريم ، والتدبّر في آياته ، والتأدّب بما فيه من آداب جليلة ، ومكارم جميلة ، والاستجابة لأوامره ونواهيه ، والتأمّل في حكمه ومعانيه ، ولا تترك تعاهده ، فإذا استطعت ـ عزيزي المنتظِر المؤمن ـ أن تقرأ في كلّ يوم خمسين (50) آية فافعل ، وإِلاّ فصفحتين منه ، وإن لم تستطع فلا أقل من صفحة واحدة ، يطمئنّ بها قلبُكَ ، وتُرضي بها ربَّكَ ، فإنّ قراءةَ القرآن في المصحف أفضلُ عبادة كما جاء في الرّواية الشّريفة عن رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله حيث قال: «أفضلُ العبادةِ القراءةُ في المصحف». (12)

وعليك بعرض نفسك على أحاديث المعصومين (13) عليهم الصّلاة والسّلام ، واستمع إلى مواعظهم الشّريفة ، وكلماتهم المنيفة ، فإنّها نِعْمَ الشّافي لأمراض النّفوس والقلوب ، والمنير للباطن ، وليكن ذلك يوميّاً ولو لساعة من الوقت ، واسعَ إلى تطبيق ما تقرأه من الأحاديث والمواعظ والإرشادات ، فإنّه أكبر الدّواعي للحصول على الزّيادات ؛ لأنّ النّبيّ وآله المعصومين عليهم الصـلاة والسّلام أخلصُ خلق اللّه‏ تعالى إلى خالقهم سبحانه ؛ لأجل ذلك صارَ لهم من التأثير في النّفوس ما ليس لغيرهم.

5 ـ دوام الكون على الطّهارة :

ويتمثّل بالسّعي الحثيثِ لاستحصال طهارة الوضوء كلّما طرأ موجبٌ ينتقض بسببِهِ الوضوء كالنّوم وغيره ، فإنّ لها آثاراً طيّبة كثيرة فهي تدفَعُ الشّيطان عن الإنسان ، وتقضي الحاجة وتيسّرها ، وتورث النّشاطَ والإنشراح والرّفعة ، وتزيد في الحفظ والذّهن. (14)

وورد في الرّواية الشّريفة أنّ المتوضي حائز على نصف الإيمان ، فعن أمير المؤمنين عليه‏ السلام قال: «قال رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله: الوضوءُ نصفُ الإيمان». (15) وأنّ مَن أدركه الموت وهو متوضّي نال رتبة الشّهيد ، ففي حديث رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله مع أنس قال: «يا أنس أكثر من الطّهور ـ الوضوء ـ يَزيدُ اللّه‏ُ في عمرك ، وإِن استطعتَ أن تكون بالليل والنّهار على طهارة فافعل ، فإنّك تكون إذا متّ على طهارةٍ متّ شهيدا». (16)

إلى غير ذلك من الآداب الشّرعية الدينيّة التي لا بُدّ مِنْ أن يتحلّى بها المنتظِر لإمام زمانه الحجّة بن الحسن عليهما السلام.

وبعد ذكر مجموعة من الآداب الطيّبة المحبّبة ، سأذكر لك ـ عزيزي المنتظِر الفاضل ـ مجموعة من أهمّ الوظائف التي ينبغي أن يتّصف بها المنتظِرون ، ويواظبوا عليها ، وسأذكرها على شكلِ نقاط ليسهل عليك حفظها بعد التوكّل على اللّه‏ سبحانه وتعالى.

الوظائف:

1 ـ معرفة الإمام عليه‏ السلام :

اعلم ـ وفّقك اللّه‏ تعالى لمراضيه ـ أنّ معرفة الإمام عليه‏ السلام هي رأس الأمور كلِّها ، ثمّ يأتي بعد معرفته انتظارُهُ ، والتّسليمُ له ، وطاعتُهُ ، والاستعدادُ لنصرته وهكذا بقيّة الأمور ـ الوظائف ـ .

ففي (الكافي) عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه‏ السلام قال: «ذِروةُ (17) الأمرِ وسِنامُهُ (18) ، ومفتاحُهُ ، وبابُ الأشياءِ ، ورضا الرّحمنِ تبارك وتعالى الطّاعةُ للإِمامِ بعد معرفتِهِ». (19)

قال السيّد الإصفهاني قدس ‏سره في (مكيال المكارم): قد عرفت أنّ أهمّ الأمور وأوجبها بعد معرفةِ اللّه‏ ورسوله صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله معرفةُ وليِّ الأمر ، وصاحبِ الزّمان ؛ لأنّه ركنٌ من أركان الإيمان ، ومَن ماتَ وهو لا يعرفُ إِمامَ زمانِهِ مات ميتةً جاهليّة ، ومعرفتُهُ [ عليه‏ السلام] مفتاحُ جميع أبوابِ الخير ، والسّعادةِ ، والرّحمة ، والدّعاء من تلكَ الأبواب التي أمرَ اللّه‏ُ تعالى أن يؤتى منها فقال : «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ». (20)

وقال تعالى: «وَسْئَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ » (21)، فاللازم على العبد أن يسأل اللّه‏ تعالى أن يرزقَهُ ، ويكمل له معرفةَ إِمامِ زمانِهِ [عليه‏ السلام]. (22)

ويؤيّدُ ما ذكرناهُ ، ويدلّ عليه أيضاً ورودُ الدّعاءِ لمعرفة الإمام بالخصوص ، وهو الذي يرويه زرارة رحمه‏ الله عن الإمام الصّادق عليه‏ السلام حيث قال: «يا زرارة إذا أدركت ذلك الزّمان [ زمان الغيبة الكبرى ] فادعُ بهذا الدّعاء: اللهمّ عرّفني نفسَك فإنّك إنْ لم تعرّفني نفسَكَ لم أعرِفْ نبيَّكَ ، اللهمّ عرّفني رسولَكَ ، فإِنّكَ إِنْ لم تعرّفني رسولَكَ لم أعرِفْ حجّتَك ، اللهمّ عرّفنـي حجّتَكَ ، فإنّكَ إِن لم تعرّفني حجّتَكَ ضلَلْتُ عن ديني». (23)

وبعد أن تدعو اللّه‏ تعالى ليعرّفك بإمام زمانِكَ عليه الصّلاة والسّلام ، فاعلم أنّ معرفته لها أسبابٌ ووسائل ، وهي مقدورة للنّاس ، مثل النّظر في أخلاقه ، وخصائصِهِ ، ومعجزاته ، والوقوفِ على إِخبارِ الأئمّةِ عليهم ‏السلام به ، وطولِ غيبتِهِ ، وما يردُ على المؤمنين في زمان غيبتِهِ الكبرى ، والشؤون التي خصَّهُ اللّه‏ تعالى بها ، وغير ذلك ، فعليهم السّعي لتحصيل معرفتِهِ عليه‏ السلام بهذه الأسباب ونحوها. (24)

2 ـ إنتظارُ ظهورِهِ :

انتظار ظهور الإمام المهدي عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشّريف من أهمّ وظائف المؤمنين والمؤمنات في هذا الزّمان ، وهو ـ أي الانتظار ـ حسن بكلّ مراتبه مهما كانت ضعيفة ، فإنّ مجرّد الشّعور بأنّ هناك إِماماً هو وليُّنا ، وزعيمُنا ، ومولانا ، يشارُكنا همومَنا ، ويدعو لنا ، ويؤمّنُ على دعائنا ،

ويحضر مجالسَنا ومآتمنا ، ويزور الإمام الحسين عليه‏ السلام معنا ، ويكون يوم التاسع من ذي الحجّة على جبل عرفات بقربنا ، وتُعرَضُ عليه أعمالُنا ، هذه المشاعر كلُّها تجعلنا نعيش الأمل بكلّ معانيه ، فيدفعنا ذلك إلى العمل الصّالح والتحلّي بالورع ، ومكارم الأخلاق ، وعدم الاستعجال والاعتراض على طول غيبة المنتظَر لا في اللسان ، ولا في القلب ، ونكون عندها في أعلى مراتب التّسليم والانتظار ، وأكثرها فضلاً وقرباً.

ففي الخبر عن الحرث بن المغيرة قال: كنّا عند أبي جعفر الباقر عليه‏ السلام فقال: «العارفُ منكم هذا الأمر ، المنتظِرُ له ، المحتسِب فيه الخير كمن جاهد واللّه‏ِ مع قائم  آل محمّد صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله بسيفه» ، ثمّ قال: «بل واللّه‏ِ كمن جاهد مع رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله بسيفه» ، ثمّ قال الثّالثة: «بل واللّه‏ِ كمن استُشْهِدَ مع رسول اللّه‏ صلى ‏الله‏ عليه‏ و‏آله في فُسطاطِهِ». (25)

وعلى المؤمنين والمؤمنات ـ وفّقهم اللّه‏ تعالى لمراضيه ـ أن يكون انتظارُهُم لفرج مولاهم أكيداً وشديداً بحيث يملأ عليهم أوقاتهم فلا أملَ يتقدّم عليه ، ولا حاجة أولى منه ، ولا دعاءَ يفَضّلُ عليه ، فيصبح حالهم كحالِ مَنْ فقدَ شيئاً عزيزاً وهو ينتظر أن يرجع إليه ، فيفكّرُ بذلك الشيء دائماً ، وهو في منزله ، وهو خارج منزله ، بل حتّى عندما تطرق عليه باب داره يتوقّع أن الذي خلف الباب معه خبرٌ عن ضالّته المنشودة ، وهكذا في جميع حالاته حتّى في منامه يرى تلك الحاجة ، ويرى طيف المحبوب المنتظَر.

ينقل أنّ رجلاً من المؤمنين دعا عالماً من علماء الطّائفة إلى منزله لوجبةِ غداءٍ عنده ، وكان موعد وصول العالم الضّيف إلى منزل مضيّفِهِ السّاعة الواحدة ظهراً.

فلمّا أراد العالم الخروج من منزله هو وعياله ليذهبوا إلى منزل صاحب الدّعوة حضر عنده رجلٌ من المؤمنين ليسأل العالم بعض المسائل الشّرعيّة ، فتأخر العالم عن الموعد المقرّر ـ وهو الساعة الواحدة ـ نصف ساعة حيث كان وصوله إلى منزل صاحب الدّعوة الساعة الواحدة والنصف.

ولكنّ الأمرَ غير المتوقّع بالنسبةِ إِلى العالِم هو أنّه رأى الرّجلَ صاحبَ الدّعوة راكباً درّاجته الهوائيّة وهو قادمٌ إلى منزل العالم ليعرف سببَ تأخيره ، ولمّا وصل العالم إلى أوّل الزّقاق الذي فيه بيت المضيِّف رأى أولاده في أوّل الزّقاق ينتظرون قدومَهُمْ ، ولمّا دخل في الزّقاق وقرب من المنزل رأى عائلته عند الباب وهي تنتظر قدومَهُمْ ، وعندما دخل العالم منزل مضيّفه وجدَ كلَّ شيءٍ جاهزاً على أحسن ما يكون ،

فرأى مكان الوليمة نظيفاً ومبخّراً ، وشمّ رائحة الطّعام المعدّ للوليمة ، وسماور الشّاي ، وسفرة الطّعام ، والصّحون والملاعق وغيرها ممّا تحتاجُ إليه الوليمةُ جاهزةً موجودةً ، فأفتر العالمُ ضاحكاً ممّا رأى ، فسأله الرّجل عن سبب ضحكه ، فأجابه بعد أن شكره على حسن الاستقبال ، وجميل الإستعداد وقال له:

يا هذا إِنّي لم أتأخّر عليكم سوى نصف ساعة من الزّمان ، فلم تتحمّلوا ذلك ، واستنفرتم بأجمعكم للبحث عنّا ، فكنتَ أنت في مكان ، وأولادك في مكان ، وأهلك في مكان ، ولمّا دخلت داركم هذه رأيت كلّ شيء مرتّباً وجاهزاً لإستقبالنا ، ولا ينقصكم شيء أبداً ، فليت شعري لو كانت الشّيعة على هذا الإستعداد والتّهيّؤ لإستقبال إمام زمانهم الغائب المنتظَر ، فهل يتأخّر الظّهور عنهم؟!

3 ـ إِ قامة المجالس التى يذكر فيها ويُدعى له بها :

إِقامة المجالس ، والحضور في المجالسِ المعَدَّةِ لذكر مولانا صاحبِ الزّمان عليه‏ السلام هي من أهمّ وظائف المؤمنين والمؤمنات التي عليهم المحافظةُ عليها ، وبذلُ المالِ والوقتِ والجهدِ لأجلها ، وذلك لأنّها من أوضح مصاديق نصرة الإمام المهدي عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشّريف ، كمجلس دعاء النّدبة الشّريف الذي يقام يوم الجمعة سواء أَكانَ في بيوت ودور المؤمنين ، أم في المساجد والجوامع ، أَمْ في الحسينيات والمآتم ، أَمْ في مشاهد الأئمّة الأطهار ، وأولادهم الأبرار صلوات اللّه‏ وسلامه عليهم أجمعين.

وهكذا مجلس زيارة آل ياسين الشّريفة في أيّ يوم أو ليلة من أيّام الأسبوع ولياليه كان فهو حسن مبارك.

وهكذا مجلس دعاء العهد الشّريف الذي فيه يجدّد المؤمنونَ والمؤمناتُ البيعةَ لإمام زمانهم عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشّريف.

ولا يخفى ما في هذه المجالس من المنافع الماديّة والمعنويّة الكثيرة جدّاً ، فهيَ ـ بالإضافة إلى أنّها ـ صلةٌ للإمام عليه‏ السلام ، وأداءٌ لبعضِ حقّه علينا ، تعتبر ـ بحقٍّ ـ من مصاديق ترويج الدّين الحنيف ، وتعظيم شعائر اللّه‏ تبارك وتعالى ، وفيها استجابة الدّعاء ، وقضاء الحوائج ، وبلوغ الأماني، والأمر بالمعروف ، والنّهي عن المنكر ، وتقوية القلوب اتّجاه الإمام المنتظَر عليه‏ السلام ، وربطها به ، وتعميق حالة الإنتظار في قلوب ، وعقول ، ومشاعر المنتظرين له عليه‏ السلام من المؤمنين والمؤمنات إلى غيرها من الفوائد الكثيرة.

4 ـ دوام ذكره ومراعاة الآداب بمحضره :

اعلم ـ عزيزي المنتظِر الفاضل ـ أنّ إحدى أهمّ وظائفنا في زمان غيبة الإمام المنتظَر عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشّريف هي المداومة على ذكره الشّريف ، وزيارته ، وذكر مناقبه وفضائله ، وأياديه البيضاء على عامّة المؤمنين والمؤمنات ، وإِرسال السّلام ، والصّلوات ، والتّحيات إليه كما جاء في زيارة آل ياسين الشّريفة حيث علّمنا هو عجّل اللّه‏ فرجه ذلك:

«السّلام عليك يا خليفةَ اللّه‏ِ وناصرَ حقّه ، السّلام عليكَ يا حجّةَ اللّه‏ِ ودليلَ إِرادته ، السّلام عليكَ يا تالي كتابِ اللّه‏ِ وتَرجُمانَه ، السّلامُ عليكَ في آناءِ ليلِكَ وأطرافِ نهارِك» ، إلى أن تصل إلى السّلام عليه في كلّ حالاته فتقول:

«السّلامُ عليكَ حين تقوم ، السّلامُ عليكَ حين تقعُد ، السّلامُ عليكَ حين تقرأ وتبيّن ، السّلام عليك حين تصلّي وتقنت ، السّلامُ عليكَ حين تركعُ وتسجد ، السّلامُ عليكَ حينَ تهلِّل وتكبّر ، السّلامُ عليكَ حين تحمَدُ وتستغفر ، السّلام عليك حين تُصبحُ وتُمسي ، السّلام عليك في الليل إذا يغشى والنّهارِ إذا تجلّى». (26)

قال السيّد الإصفهاني رحمه ‏الله في (مكيال المكارم): واعلم أنّه يجب أن تستيقن أنّك بمرأى ومسمع من مولاك صاحب الزّمان عجّل اللّه‏ فرجه ، يرى مكانَكَ ، ويعرف أحوالَكَ ، فإن كنت ممّن يواظب على مراعاة الآداب التي ينبغي لك مراعاتُها بالنسبةِ إليه نِلْتَ بذلك كمالَ محبّتِهِ لك ، ونظرِهِ إليك ، وإن كنت من أهلِ الغفلةِ والإعراض عنه عليه‏ السلام ، فواأسفاهُ عليك. (27)

والآداب والالتزامات التي يحسن بالمنتظرين من المؤمنين والمؤمنات مراعاتها اتّجاه امام زمانهم عليه‏ السلام كثيرة سأذكر لكم بعضَها على شكلِ نقاط ليسهل حفظها والعمل بها وهي الآتية :

أ ـ أن تقدّمَهُ بالدّعاء على نفسِك ، فتدعو له أوّلاً بالفرج ، ثمّ تدعو لنفسك بما تحب ، واعلم أنّ دعاءك إنّما يستجاب ببركة الدّعاء لمولاك الإمام المهدي عليه‏ السلام بالفرج.

ب ـ أن تتصدّق يوميّاً بمقدارٍ ـ ولو قليل ـ من المالِ لسلامته عليه‏ السلام كما تتصدّق لسلامة أعزّ النّاس عليك.

ج ـ أن تتقيّد يوميّاً بإِهداءِ ثوابِ عملٍ من أعمال الخير إليه عليه‏ السلام كمائَةِ صَلاَةٍ على محمّدٍ وآل محمّد مع قولك عجّل فرجهم ، أو ثواب صلاة ركعتين ، أو سورة قرآن ، أو زيارة عاشوراء ، وما شابه ذلك من أعمال البِرّ والخير.

د ـ أن تتقيّد يوميّاً بعملٍ من أعمال الخير تجعَلُهُ سبباً ، ووسيلةً إِلى تعجيلِ فرجه الشّريف ، وإِزالة الموانع عن ظهوره المبارك كالتّصدّق على فقراء المؤمنين والمؤمنات ، أو إهداءِ سورة الفاتحة إلى أرواحهم ، أو إهداء ثواب التّسبيح أو التهليل إِليهم ، أو ما شابه ذلك من أعمال البرّ والخير التي يُتَقَرَّبُ بها إِلى اللّه‏ تعالى.

ه ـ إدخال السّرور على قلوب أهل الإيمان من محبي الإمام المهدي عليه‏ السلام صلةً به ، ويتمثّل ذلك بإهداء المال إليهم ، أو زيارتهم ، أو دعوتهم لإطعامهم ، أو قضاء حوائجهم ، أو التبسّم في وجوههم ، أو غير ذلك ممّا قلّ أو كثر ، بنيّة صلةِ الإمام عليه أفضل الصّلاة والسّلام.

5 ـ الدّعاء للتّشرّف بلقائه عليه‏ السلام:

إِنّ إِحدى وظائف المنتظِرينَ من المؤمنين والمؤمنات ـ في زمان الغيبة الكبرى ـ هي الطّلب من اللّه‏ تعالى للتّوفيق بالتّشرّف للقاءِ صاحبِ العصرِ والزّمان عليه أفضل الصّلاة والسّلام.

وقد ورد ذلك صريحاً في عدّة من الأدعية والزّيارات التي نقلها العلماء الأبرار في كتبهم ، وإليكم بعضاً منها:

ففي دعاء (العهد) الشّريف : «واكْحُلْ ناظري بنظرةٍ منّي إليـه». (28)

وفي دعاء (النّدبة) المبارك: «فأغث يا غياثَ المستغيثينَ عُبيدَكَ المبتلى ، وأرهِ سيّدَهُ يا شديدَ القوى». (29)

وفي الدّعاء في غيبته عليه‏ السلام: «واجعلنا ممّن تَقَرُّ عينُهُ برؤيتِهِ». (30)

هذا وقد تخلّص المرحوم السيّد الإصفهاني قدس‏ سره إلى استحباب الدّعاء للتّشرّف بلقائهِ سلام اللّه‏ تعالى عليه. (31)

وذكر الشّيخ الطّبرسي قدس ‏سره في (مكارم الأخلاق) فقال: روي أنّ مَن دعا بهذا الدّعاء عقيب كلّ فريضة ، وواظب على ذلك عاش حتّى يملّ الحياة [ أي يطولُ عُمُرُهُ] ، ويتشرّف بلقاءِ صاحب الزّمان عجّل اللّه‏ فرجَه وهو: «اللهمّ صلِّ على محمّدٍ وآلِ محمّد ، أللهمّ إِنّ رسولَكَ الصّادقَ المصدّق صلواتُكَ عليه وآله قال: إِنّكَ قُلتَ… إلخ». (32)

ولا يخفى أنَّ طلب لقائه عليه‏ السلام إِنّما هو لمحبّتِهِ ، والاشتياقِ والتحبّب إِليه ، ولا ريبَ في أنَّ التودّدَ والتحبّبَ إِليه من أفضل العبادات وأهمِّها ؛ لأ نّهُ من آثار الولاية وعلائمها ، فكلّما كان الحبُّ أشدَّ وأتمّ كان الاشتياقُ إلى لقاءِ المحبوب أكثرَ وأعظم (33) ، قال الشّاعر الموالي في ذلك :

قلبي لرؤيةِ مهدينا لمرتقِبُ يدعو بذاكَ وصار الصَّبْرَ يصطحِبُ
إن كنتُ وحدي صَبَبْتُ‏ الدّمعَ‏ منتحِباً أو كنتُ بين الورى فالقلبُ ينتحِبُ

وإذا أردت دليلاً قويّاً تستدلّ به على صحّةِ التشرّف بلقاءِ صاحب الزّمان عليه‏ السلام في الغيبة الكبرى ، فالدليل هو وقوع وتحقّق هذا الأمر لكثير من العلماء ، والصّلحاء ، والثِّقات ، وقد قيل: إِنّ وقوعَ الشّيء هو أدلُّ دليلٍ على إمكانه ، ومن الذين تشرّفوا برؤيته عليه‏ السلام السيّد بحر العلوم ، والعلاّمة الحِلّي ، والسيّد ابن طاووس ، والسيّد أبو الحسن الإصفهاني رحمه‏ الله وغيرهم كثير وكثير.

وحيث وصلنا إلى هنا فسأذكر لكم تشرف أحد العلماء الأعلام ، والسّادات الكرام ، وهو المقدّس المرحوم السيّد شهاب الدّين المرعشي النجفي قدس‏ سره، وكان رحمه اللّه‏ تعالى يحدّث بهذا التشرّف بمدينة قم الطّيّبة ، ولكنّي سأنقله عن كتاب (كرامات السيّد النّجفي المرعشي) تحت عنوان الحكاية الأولى ، وهي بقلم المرحوم السيّد نفسه ، فقال:

في أيّامِ تحصيلي العلوم الدينيّة ، وفقه أهل البيت عليهم السلام في النّجف الأشرف ، اشتقت كثيراً لرؤية جمال مولانا بقيّة اللّه‏ الأعظم عجّل اللّه‏ فرجه الشّريف ، وتعاهدت مع نفسي أنّي أذهب ماشياً في كلّ ليلة أربعاء إلى مسجد السّهلة ، وذلك لمدّة أربعين مرّة ، قاصداً زيارة مولانا صاحب الأمر عليه‏ السلام؛ لأفوزَ بذلك الفوز العظيم.

أدَمْت هذا العمل إلى 35 أو 36 ليلة أربعاء ، ومن الصّدفة أنّي تأخّرت في هذه الليلة في خروجي من النّجف الأشرف ، وكان الهواءُ سحابيّاً ممطراً ، وكان بقرب مسجد السّهلة خندق ، وحين وصولي إليه في الليل المدلهمّ مع وحشة وخوف من قطّاع الطّريق ، وكانوا كثيرين آنذاك ، سمعت صوت قدم من خلفي ممّا زاد في وحشتي ورعبي ، فنظرت إلى الخلف ، فرأيت سيّداً عربيّاً بزيّ أهل البادية ، اقترب منّي وقال بلسانٍ فصيح :

يا سيّد ، سلام عليكم ، فشعرت بزوال الوحشة كلاًّ من نفسي واطمأ نّت وسكنت النفس. والعجيب هو كيف التفتَ إلى أنّي سيّد في مثل تلك الليلة المظلمة؟! وغفلت عن هذا ، إنّه كيف يمكن التّمييز في سواد الليل.

على كلٍّ تحدّثنا وسرنا ، فسألني: أين تقصد؟ قلت: مسجد السّهلة ، فقال: بأيّ قصد؟ قلت: بقصد التشرّف بزيارة وليّ العصر عليه‏ السلام.

بعد أقدام قليلة وصلنا إلى مسجد زيد بن صوحان ، وهو مسجد صغير بقرب مسجد السّهلة ، فقال السيّد العربي: حبّذا أن ندخل هذا المسجد ونصلّي فيه ونؤدّي تحيّة المسجد ، فدخلنا وصلّى ، وقرأ بعد الصّلاة دعاءاً وكأنّه كانت تقرأ معه الجدران والأحجار ، فشعرت وأحسست بثورة عجيبة في نفسي ، أعجز عن وصفها ، ثمّ بعد الدعاء قال السيّد العربي:

يا سيّد أنت جائع ، حبّذا لو تعشّيت ، فأخرج مائدة من تحت عباءته ، وكان فيها ثلاثة أقراص من الخبز واثنتان أو ثلاثة خيارات خضراء طريّة وكأنّها قُطفت توّاً من البستان ، وكانت ـ آنذاك ـ أربعينيّة الشّتاء والبرد القارص ، ولم ألتفت إلى هذا المعنى أنّه من أين أتى بهذا الخيار الطّري في هذا الفصل الشّتوي؟

فتعشّينا كما أمر السيّد ، ثمّ قال: قم لنذهب إلى مسجد السّهلة ، فدخلنا المسجد ، وكان السيّد العربي يأتي بالأعمال الواردة في المقامات ، وأنا اُتابعُهُ ، وصلّى المغرب والعشاء وكأنّي من دون اختيار اقتديت به ، ولم ألتفت أنّه من هو هذا السيّد؟

وبعد الفراغ من الأعمال قال السيّد العربي: يا سيّد ، هل تذهب مثل الآخرين بعد الأعمال إلى مسجد الكوفة ، أو تبقى في مسجد السّهلة؟ فقلت: أبيت في المسجد ، فجلسنا في وسط المسجد في مقام الإمام الصادق عليه‏ السلام.

قلت للسيّد: هل تشتهي الشّاي أو القهوة أو الدخّانيّات حتّى اُعدّه لكم؟ فأجاب بكلمة جامعة: «هذه الاُمور من فضول المعاش ، ونحن نتجنّب عن فضول المعاش». أثّرت هذه الكلمة في أعماق وجودي ، حتّى صرتُ متى ما أشرب الشّاي أتذكّر ذلك الموقف وتلك الكلمة فترتعِدُ فرائصي منه.

وعلى كلّ حال ، طال المجلس بنا ما يقارب السّاعتين ، وفي هذه البرهة جَرَتْ وذُكِرَتْ مطالب بَيْنَنا اُشير إلى بعضها:

1 ـ جرى حديث حول الاستخارة. فقال السيّد العربي: يا سيّد ، كيف عملك للاستخارة بالسّبحة؟ فقلت: أقول ثلاث مرّات صلوات ، وثلاث مرّات (أستخير اللّه‏ برحمته خيرة في عافية) ، ثمّ آخذ قبضة من السّبحة ، وأعدّها ، فإن بقي زوجٌ فغير جيّدة ، وإن بقي فردٌ فجيّدة. فقال السيّد:

لهذه الاستخارة تتمّة لم تصل إليكم ، وهي عندما يبقى الفرد لا يحكم فوراً أنّها جيّدة بل يتوقّف ، ويؤخذ مرّة اُخرى على ترك العمل ، فإن بقي زوج فيكشف أنّ الاستخارة الاُولى كانت جيّدة ، وإن بقي فرد فيكشف أنّ الاستخارة الاُولى وسط. فقلت في نفسي:

حسب القواعد العلميّة عليّ أن اُطالبه بالدليل ، فأجاب: وصلنا من مكانٍ رفيع. فوجدت بمجرّد هذا القول التسليمَ والانقيادَ في نفسي ، ومع هذا لم أتوجّه أنّه مَن هو هذا السيّد؟

2 ـ ومن مطالب تلك الجلسة تأكيد السيّد العربي على تلاوة هذه السّور بعد الفرائض الخمس ، فبعد صلاة الصّبح (سورة يس) ، وبعد الظهر (سورة عمّ) ، وبعد العصر (سورة نوح) ، وبعد المغرب (سورة الواقعة) ، وبعد العشاء (سورة الملك).

3 ـ ومن المطالب تأكيده على ركعتين بين المغرب والعشاء ، تقرأ في الاُولى بعد الحمد أيَّ سورة شئت ، وفي الثانية تقرأ (الواقعة) ، وقال: تكفي هذه عن قراءة (سورة الواقعة) بعد صلاة المغرب ، كما مرّ.

4 ـ ومن المطالب تأكيده على هذا الدعاء بعد الفرائض الخمس: «اللهمّ سرّحني من (عن) الهمومِ والغمومِ ووحشةِ الصّدرِ ووسوسةِ الشّيطان ، برحمتك يا أرحم الراحمين».

5 ـ ومن المطالب التأكيد على قراءة هذا الدعاء بعد ذكر الركوع في الفرائض الخمس سيّما الركعة الأخيرة: «اللهمّ صلِّ على محمّد وآل محمّد ، وترحّمْ على عجزِنا ، وأغِثْنا بحقِّهم».

6 ـ لقد مجّد بكتاب (شرائع الإسلام) للمحقّق الحلّي وقال: مسائلُهُ كلّها مطابقة للواقع إلاّ عدّة مسائل.

7 ـ التأكيد على تلاوة القرآن وإِهداءُ ثوابِهِ للشّيعةِ الذين ليس لهم وارث ، أو لهم ولكن لم يذكروا أمواتهم.

8 ـ التأكيد على زيارة سيّد الشهداء عليه‏ السلام.

9 ـ دعا في حقّي ، فقال: جعلك اللّه‏ من خَدَمةِ الشّرع.

10 ـ قلت له: لا أدري هل عاقبة أمري بخير ، وهل أنا مبيضّ الوجه عند صاحب الشّرع المقدّس؟ فقال: عاقبتك على خير ، وسعيك مشكور ، وأنت مبيضّ الوجه.

قلت: لا أدري هل أبواي وأساتذتي وذوي الحقوق راضون عنّي؟ فقال: كلّهم راضون عنك ويدعون لك.

فاستدعيته أن يدعو لي أن اُوفّق للتّأليف والتّصنيف ، فدعا لي.

وهناك مطالب اُخرى لا مجال لتفصيلها.

فأردت الخروج من المسجد لحاجة ، فأتيت الحوض وهو في وسط الطريق ، وقبل أن أخرج من المسجد تبادر إلى ذهني أيّ ليلة هذه؟ ومَن هذا السيّد العربي صاحب الفضائل؟ ربما هو مقصودي؟

فما أن خطر هذا على بالي إلاّ ورجعت مضطرباً ، فلم أجد أثراً لذلك السيّد ، ولم يكن شخص في المسجد ، فعلمت أنّي وجدت من أتحسّس عنه ، ولكن أصابتني الغفلة ، فبكيت ناحباً كالمجنون ، ورحت أطوف أطراف المسجد حتّى الصّباح كالعاشق الولهان الذي ابتُليَ بالهِجران بعد الوصال ، وكلّما تذكّرت تلك الليلة ذهلت عن نفسي ، وهذا إجمال من تفصيل. (34)

أقول : ولعلَّ أوسع الطّرق إِلى التّشرّف بلقاء الإمام المهدي عليه‏ السلام هي باب جدّه المظلوم الإمام أبي عبد اللّه‏ الحسين عليه‏ السلام، وإقامة شعائرِهِ ، وزيارتِهِ ، والبكاءِ والتّفجّع عليه ؛ لأنّه عليه‏ السلام عند ظهوره سيشير في أولى كلماته الشّريفة إلى جدّه الغريب المظلوم عليه‏ السلام. يقولون عندما يظهر عجّل اللّه‏ تعالى فرجه الشّريف يقف بين الرّكن والمقام في البيت الحرام ، ويقرأ شيئاً من مصائب جدّه الغريب فيقول:

ألا يا أهل العالم أنا الإمام الثاني عشر….

ألا يا أهلَ العالَم أنا الصَّمصامُ المنتقم…..

إلى أن يقول:

ألا يا أهلَ العالَم إِنّ جدّي الحسينَ قتلوهُ عطشاناً….

ألا يا أهلَ العالَم إِنّ جدّي الحسين طرحوه [ تركوه ] عُرياناً….

ألا يا أهلَ العالَم إِنّ جدّي الحسين سحقوهُ عُدواناً….

أجل واللّه‏ لقد جرى على الإمام عليه‏ السلام كلّ ذلك بعد مقتله ، فقد قتلوه عطشاناً وتركوهُ عرياناً ، وسحقوهُ بحوافر خيولهم عدواناً.

ولهذا يقولون عندما جنّ الليل ـ ليل الحادي عَشَر من المحرّم ـ نزلت إليه أختُهُ أُمُّ المصائب لتنظُر ما جرى على أخيها المظلوم بعد مقتلِهِ على رمضاء كربلا ، فلمّا وصلت إليه ، ونظرت إلى جسدِهِ المضرّجِ بالدّماء نادت بلسان الحال:

تغريد الحزين

امن الخيم مرعوبه جيتك مغيَّره ارسومك لگيتك
راس ما شفت اعله جثتك واصبعك طايح رأيتك
وشفت كثره اجروح جسمك والمثلث زاد اذيتك
شفتك مهشّمه ضلوعك ريتني لا ما لفيتك
وريت جسمي ابدال جسمك وريتني بروحي فديتك
خويه الك هملن دموعي او لمّك الزهره نعيتك

*****

أبوذية

قتيل حسين للعبره او ولدها او مصابه ما جره مثله ولا أدها
زينب نعت للزّهره ولدها ييمه حسين هذا اعله الوطيه

*****

طور التخميس

أفاطمُ لو خلتِ الحسينَ مجدّلاً وقد مات عطشاناً بشطِّ فراتِ
إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده وأجريتِ دمعَ العين في الوجناتِ

تحميل PDF


1. هو محمّد بن محمّد بن النّعمان البغدادي الملقّب بـ المفيد فخرُ الشّيعة ، ومحيي الشّريعة ، ولد سنة 336ه  ، وتوفّي في بغداد سنة 413ه  ، صلّى عليه الشّريف المرتضى ، ودفن في داره سنين ، ثمّ نقل إلى مقابر قريش عند رجلي الإمام الهمام باب المراد أبي جعفر الجواد عليه‏ السلام .
2. اللأواء: الشدّة وضيق المعاش ، واصطلَم: استأصَلَ / المنجد.
3. الاحتجاج ، للشّيخ الطّبرسي قدس ‏سره : ج2 ص497 ، طبعة نشر المرتضى ـ مشهد.
4. سورة القلم ، الآية : 4.
5. أصول الكافي: ج2 ص99.
6. المصدر نفسه .
7. بحار الأنوار: ج71 ص375.
8. أصول الكافي: ج2 ص90.
9. مرآة الرّشاد: ص23 بتصرّف.
10. سورة المنافقون ، الآية : 11.
11. سورة الأعراف ، الآية : 34.
12. ثواب الأعمال ، للشّيخ الصّدوق قدس ‏سره: ص209.
13. وإِليك بعض ما تستفيد منه من كتب علمائنا الأبرار التي احتوت على الأحاديث الشّريفة النّافعة في هذا المورد:
الأصول من الكافي للشيخ الكليني قدس ‏سره ، (الخصال) و(ثواب الأعمال) للشّيخ الصّدوق قدس ‏سره، (تحف العقول) للشّيخ حسن بن علي بن شعبه الحرّاني قدس ‏سره، (كامل الزّيارات) للشّيخ جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي قدس ‏سره، (مكارم الأخلاق) للشّيخ الفضل بن الحسن الطّبرسي قدس ‏سره، (أمالي المفيد) للشّيخ محمّد بن محمّد بن النعمان المفيد قدس ‏سره، (أعلام الدّين في صفاتِ المؤمنين) للشّيخ حسن بن أبي الحسن الدّيلمي قدس ‏سره، وغيرها كثير.
14. مرآة الرّشاد: ص122 ـ 123.
15. مستدرك الوسائل ، للشّيخ النوري قدس ‏سره: ج1 ص41 ح9 ، الطبعة الحجريّة.
16. وسائل الشّيعة: ج1 ص383 ح3.
17. ذروة الأمر: أي أعلاه ، والأمر هو الإيمان ، أو جميع الأمور الدينيّة / من حاشية الكافي.
18. سنامُهُ: أيأعلاهُ وأشرفُهُ ، مستعاراً من سنام البعير لأنّه أَعلى عضوٍ فيه / حاشية الكافي.
19. أصول الكافي: ج1 ص185 ـ 186.
20. سورة غافر ، الآية : 60.
21. سورة النّساء ، الآية : 32.
22. مكيال المكارم: ج2 ص181.
23. أصول الكافي: ج2 ص337 ح5.
24. مكيال المكارم: ج2 ص182 بتصرّف.
25. عن مجمع البيان: ج9 ص238.
26. مفاتيح الجنان المعرّب: ص524.
27. مكيال المكارم: ج2 ص308.
28. بحار الأنوار: ج102 ص111 ، طبعة المكتبة الإسلاميّة ـ طهران.
29. بحار الأنوار: ج102 ص109 ، طبعة المكتبة الإسلاميّة ـ طهران.
30. إكمال الدين ، للشيخ الصّدوق قدس ‏سره: ص513. وللمزيد عليكم بمراجعة كتاب مكيال المكارم ، للمرحوم السيّد محمد تقي الإصفهاني: ج2 ص371.
31. مكيال المكارم: ج2 ص373.
32. مكارم الأخلاق: 284 ، طبعة انتشارات الشريف الرّضي ـ قم.
33. مكيال المكارم: ج2 ص379.
34.كرامات السيّد المرعشي النّجفي: ص97 ـ 104.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

www.wanktube.one sexy amateur teen fucked doggystyle. ts kendra and ts natalie hardcore anal. evvivaporno cougar gets her both hairy holes wrecked in a wild fuck. she likes.xxx-indian-porn