sex filmy teen playgirl enjoys insertions. http://www.onlyindian.club www.redwapporn.one

المجلس الثّاني والعشرون لليلة الثّانية والعشرون من شهر رمضان

المجلس الثّاني والعشرون لليلة الثّانية والعشرون من شهر رمضان

دفنُ الإمامِ عليه‏ السلام

وضجّت عليه الجِنُّ والإنسُ بالبكا بدمعٍ سفوحٍ كالسّحائبِ ساكبِ
وراحَ عليه الرّوحُ جبريلُ ناعياً وطبّق حزناً شرقَها بالمغاربِ
مدارسُهُ أضحَتْ دوارسَ بعدَهُ وليس بها غيرُ الصّدى مِنْ مجاوبِ
وظلّت يتامى المسلمينَ نوادباً تحِنُّ حنينَ اليعملاتِ (1) السّواغِبِ
ولم أدرِ لمّا أن سرى فيه نعشُهُ وخفّت بِهِ عَليا لؤيٍّ وغالبِ
هو المرتضى في نعشِهِ يحملونَهُ أم العرشُ ساروا فيه فوقَ المناكبِ
وما مرَّ إلاّ وانحنى كلُّ شاهقٍ عليه وأهوتْ زاهراتُ الكواكبِ
وقد دفنوا في قبرِهِ الدّينَ والتُّقى وبدراً يُجلّي داجياتِ الغياهِبِ (2)

*****

بحر طويل

اشحال ابنه الحسن من غمّض عيونه وأم كلثوم من رادوا يشيلونه
تناديهم وهم گاموا يغسلونه اهنا يمغسّله لا تلچم صوابه

*****

يخواض المنايه مِن وصل يمّك وانته الموت يرجف لو سمع باسمك
اشلون السيف خضب شيبك بدمك او من باسك يروط السيف بگرابه

*****

أبوذية

اللّه‏ عليك يالجناز ون بيه تريد ابنعش ابويه تروح وين بيه
ما تدري عليه الگلب ون بيه كثر وفراگه اليصعب عليه

*****

روي عن الإمام أبي عبد اللّه‏ الصّادق عليه‏ السلام أنّه قال:

«إِنّ إلى جانبِ كوفانَ لقبراً ما أتاهُ مكروبٌ فصلّى عنده ركعتينِ أو أربعَ ركعاتٍ إلاّ قضى اللّه‏ُ حاجَتَهُ ، ونفّسَ كربتَه». (2)

*****

إِنّ أميرَ المؤمنين عليه ‏السلام هو الإنسان المقرَّب الذي اختارَ اللّه‏ُ عزّوجلّ له مكان ولادته الميمونَةِ ، ومكان مدفنه الشّريف ، وذلك بتدخّل إلهيٍّ واضح لعمومِ النّاس؛ لِيُعْلِمَ أهلَ العالَم أنّه وليُّهُ المرتضى ، ووصيُّ حبيبِهِ المصطفى صلّى اللّه‏ُ عليهما وآلهما.

فأمّا ولادته فقد كانت داخل الكعبة بمعجزةٍ ظاهرةٍ باهرةٍ حيث بقيت والدتُهُ المكرّمة السّيدةُ فاطمةُ بنت أسد داخل الكعبة ثلاثة أيّام تأكل من ثمار الجنّة ، وتشرب من شرابها ، وتخدمها الملائكةُ والحور ، ثمّ خرجت بعد اليوم الرّابع وبيدها [ وعلى يديها] أمير المؤمنين عليه ‏السلام ، ثمّ قالت: فلمّا أردتُ أن أخرجَ هتف بي هاتفٌ: يا فاطمةُ سمّيه عليّاً ، فهُوَ عليٌّ ، واللّه‏ُ العليُّ الأعلى. (3)

وأمّا شهادته فقد كانت في المسجد الجامع بالكوفة ، وقد اختار اللّه‏ تعالى لمضجعِهِ الشّريف أرضَ الغريِّ مدفناً ، ففي الرّواية عن السّيدة أم كلثوم بنت أمير المؤمنين عليهما السلام قالت: آخر عهد أبي عليه‏ السلام إلى أخويَّ (الحسنِ والحسينِ) عليهما السلام أن قال: «يا بَنِيَّ إِنْ أنا مِتّ فغسّلاني ثمّ نشّفاني بالبُردة التي نشفتم بها رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله و(أمّكم) فاطمة عليها السلام ، ثمّ حنطاني ، وسجّياني على سريري ، ثمّ انتظرا حتّى إذا ارتفع لكما مقدّمُ السّرير فاحْمِلا مؤخّرَهُ». (4)

وفي رواية أخرى: «ولا يقربَنّ أحدٌ منكم مقدّمَ السّرير فإِنّكم تكفونه ، فإذا المقدّم ذهب ، فاذهبوا حيث ذهب ، فإذا وضع المقدّم فضعوا المؤخّر». (5)

وقد نفّذ الإمامان الحسنان عليهما السلام وصيّة أبيهما الإمام الشّهيد المرتضى عليه‏ السلام كاملة ، فلمّا رَفَعتِ الملائكةُ مقدّمَ الجنازة ، رفعوا مؤخَّرَها ، وساروا حتّى خرجوا من الكوفة إلى ظهرها ، حتّى وصلوا الغريَّ وضعت الملائكة مقدّم الجنازة ، فوضعوا مؤخّرها ، فكان في ذلك الموضع قبراً جهّزه النّبيّ نوح على نبيِّنا وآله وعليه السّلام بأمر اللّه‏ تعالى لمولانا أمير المؤمنين عليه‏ السلام قبل حدوث الطّوفان.

جاء في الرّواية الشّريفة : ثمّ أخذ الإمامُ الحسن عليه‏ السلام المِعْوَلَ فضربَ ضربةً ، فانشقّ القبرُ عن ضريح فإذا هو بساجةٍ مكتوبٌ عليها : بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحيم هذا قبرٌ ادّخرَهُ نوحُ النّبيّ لعليٍّ وصيِّ محمّد (صلّى اللّه‏ عليهما وآلهما) قبل الطّوفان بسبعمائةِ (700) عامٍ. (6)

ويذكر أنّ الإمام أمير المؤمنين عليه‏ السلام كان قد اشترى الأرض التي دُفن فيها بعد شهادته ، ذكر ذلك السّيّد ابن طاووس رحمه‏الله في كتاب (فرحة الغري) فقال: اشترى أمير المؤمنين عليه ‏السلام ما بين الخورنق إلى الحيرة إلى الكوفة من الدّهاقين (التجّار) بأربعين ألف درهم ، وأشهد على شرائِهِ ، فقيل له:

يا أمير المؤمنين تشتري هذا بهذا المال وليس تنبت قط؟! (أي ليست أرضاً تصلح للزّراعة) ، فقال: «سمعتُ من رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله يقول: كوفان يُحشر من ظهرها سبعون أَلفاً يدخلون الجنّة بغير حساب ، واشتهيتُ أن يُحشروا في ملكي».

قال بعد ذكر هذا الخبر: دخل أمير المؤمنين عليه‏ السلام الكوفة سنة ست وثلاثين (36) واشترى ما هو خارج عن الكوفة (المدينة المسكونة) فَدَفْنُهُ بملكه الذي اشتراه أولى ، وفيه إِشارة إلى دفن النّاس عنده. (7)

فانظر بعين العقل ـ عزيزي القارئ المؤمن ـ كيف قد اختار اللّه‏ُ تعالى لوليِّه أمير المؤمنين عليه‏ السلام مكان ولادته الميمونة بمكة ، ومكان دفنه الشّريف بظهر الكوفة (الغري) وهي من مختصّاته المعروفة التي دلّ اللّه‏ُ تعالى بهما عبادَهُ عليه ليتّبعوا قوله ، ويتمسّكوا بولايته ، ويسيروا بسيرته ، ويهتدوا بهديه ، ويقتفوا أثرَه.

وبقي مكان دفن أمير المؤمنين عليه‏ السلام مخفيّاً عن عامّة النّاس بوصيّةٍ منه عليه‏ السلام لعلمه بشدّة عداوةِ مناوئيه من الأمويين والخوارج وغيرهم.

قال السيّد ابن طاووس قدس‏ سره في كتابه (فرحة الغري) وهو يشير إلى ذلك المطلب بعينه فقال: أوصى عليه‏ السلام بدفنه سرّاً خوفاً من بني أُميّة وأعوانهم ، والخوارج وأمثالهم ، فربما نبشوه ـ لو علموا مكانه ـ فسيحمل ذلك [ نبش القبر لو حصل] بني هاشم على المحاربة والقتال الذي امتنع عنها عليه‏ السلام في حال حياته ، فكيف لا يرضى بترك ما فيه مادّة النزاع ـ وهو قبره الشّريف ـ بعد وفاته ، وقد كان في إخفاء قبره فوائد لا تُحصى غيرُ معلومةٍ لنا بالتّفصيل. (8)

وبقيَ مكان قبر أمير المؤمنين عليه‏ السلام مخفيّاً طيلة إمامة الإمام أبي محمّد الحسن المجتبى عليه السّلام ، ومن بعده في أيّام إمامةِ الإمام سيّد الشهداء عليه‏ السلام ، ومن بعده في أيّام إِمامةِ الإمام زين العابدين عليه‏ السلام ، ومن بعده في أيّام إِمامةِ الإمام الباقر عليه‏ السلام ، ومن بعده في أيّام إِمامةِ الإمام الصادق عليه‏ السلام ، وفي أيّام إِمامةِ الإمام الكاظم عليه‏ السلام عرف مكان القبر الشّريف لعموم النّاس.

وما كان مكان القبر الشّريف مخفيّاً على الأئمّة المعصومين من ذريّة الإمام الحسين عليهم الصّلاة والسّلام ، ولا على خواصّ أصحابِهم ، فقد زار الإمام زين العابدين ومعه ابنُهُ الإمام الباقر عليهما السلام أمير المؤمنين عليه‏ السلام في الغريّ وقرأ عنده الزّيارة الشّريفة المعروفة بـ (أمين اللّه‏) ، كما زاره بعد ذلك الإمام الصّادق عليه‏ السلام أيضاً.

هذا وما كان الأمويّون يعرفون موضع القبر الشّريف حتّى انقرضت دولتهم سنة مائة واثنتين وثلاثين (132) للهجرة ، وجاءت دولة بني العبّاس بعدهم ، وما كان موضع القبر الشّريف معروفاً أيّام أبي العبّاس السفّاح (وهو أوّل ملوك بني العبّاس) ، ومن بعده أبي جعفر المنصور ، ومن بعده المهدي ، ومن بعده الهادي ، حتّى جاءت أيّام هارون العبّاسي فعرف موضع القبر الشّريف.

قال الشّيخ المفيد قدس ‏سره في كتابه (الإرشاد): حدَّثَ عبدُ اللّه‏ بنُ حازم فقال: خرجنا يوماً مع الرّشيد (9) (هارون العبّاسي) من الكوفة نتصيّد ، فصرنا إلى ناحية الغريين والثَّويّة (10) ، فرأينا ظِباءاً (الغزلان) فأرسلنا عليها الصّقور والكلاب ، فجادلتها ساعة ، ثمّ لجأت الظّباء إلى أكَمَة (مرتفع من الأرض) فوقفت فسقطت الصّقور ناحية ، ورجعت الكلاب ، فتعجّب هارون من ذلك ، ثمّ إنّ الظِّباء هبطت من الأكَمَة فعادت إليها الصّقور والكلاب ، فرجعت الظّباء إلى الأكمة ، فتراجعت عنها الصّقور والكلاب ، وفعلت ذلك ثلاث مرّات ، فقال هارون: اركضوا فمَن رَأَيْتُمُـوهُ فأتوني به.

قال: فأتيناه بشيخٍ من بني أسد ، فقال له هارون: أخبرني ما هذه الأكمة؟ قال الأسدي: إِن جعلتَ ليَ الأمان أخبرتك ، قال: لك عهدُ اللّه‏ِ وميثاقُهُ أَلاَّ أُهيجُك ولا أُوذيك ، فقال: حدّثني أبي عن آبائه أنّهم كانوا يقولون: إِنّ هذه الأكمة قبر (الإمام) عليّ بن أبي طالب عليهما السلام جعلَهُ اللّه‏ُ حرَماً لا يأوي إليه شيءٌ إِلاّ أمِنَ. فنزل هارون ودعا بماءٍ فتوضّأ وصلّى عند الأكمة ، وتمرّغ عليها وجعل يبكي. (11)

ويُذكر أنّ هارون هذا بنى على القبر بنياناً بآجر ـ طابوق ـ أبيض أصغر من هذا الضّريح اليوم ، وأمرَ أن يبنى عليه قبّة أيضاً ، فبنيت وكانت من طين ، وطرحَ على رأسها حبرةً خضراء. (12)

قال الشّاعر ابن الحجّاج البغدادي رحمه اللّه‏ تعالى:

يا صاحبَ القبّةِ البيضاء في النّجف مَن زارَ قبرَكَ واستشفى لديك شُفي
زوروا أبا الحسنِ الهادي لعلّكُمُ تحضونَ بالأجرِ والإ قبالِ والزُّلَفِ
زوروا لِمَن تُسمَعُ النّجوى لديه فمَنْ يَزُرْهُ بالقبرِ ملهوفاً لديه كُفي (13)

وبعد ظهور القبر الشّريف لعامّة النّاس ، أخذ المؤمنون بالتوافد عليه لإجراء مراسيم الزّيارة لأمير المؤمنين عليه‏ السلام ، وكان ذلك بتوجيه ٍ مباشر من أهل البيت عليهم‏ السلام ، ففي حديث الحسين بن إسماعيل الصّيرفي رحمه اللّه‏ تعالى عن أبي عبد اللّه‏ (الصادق) عليه‏ السلام قال: «مَن زار أميرَ المؤمنين عليه‏ السلام ماشياً كتب اللّه‏ له بكلّ خطوةٍ حجّةً وعمرة ، فإن رجع ماشياً كتب اللّه‏ له بكلّ خطوةٍ حجّتين وعمرتين». (14)

وعن أبي عامر التبّاني قال: أتيتُ أبا عبد اللّه‏ (الصّادق) جعفر ابن محمّد عليهما السلام وقلت له: ما لمن زار قبر أمير المؤمنين عليه‏ السلام وعمّرَ تربتَهُ؟ قال: «حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه الحسين بن عليّ عن عليّ (أمير المؤمنين) أنّ رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله قال له: واللّه‏ِ لَتُقْتَلُنَّ بأرض العراق ، وتدفن بها ، قلت: يا رسول اللّه‏ ما لمن زارَ قبورَنا ، وعمّرها ، وتعاهدها؟

فقال لي: يا أبا الحسن إِنّ اللّه‏ تعالى جعلَ قبرَك وقبرَ (وقبور) ولدِكَ بقاعاً من بقاعِ الجنّة ، وعَرْصَةً(15) من عرصاتِها ، وإِنّ اللّه‏ جعلَ قلوبَ نجباء من خلقِهِ ، وصفوةٍ من عبادِهِ تحِنُّ إليكم ، وتحتملُ المذلّة والأذى فيُعمّرونَ قبورَكم ، ويكثرون زيارتَها تقرّباً منهم إلى اللّه‏ ومودّةً منهم لرسوله ، أولئك يا عليُّ المخصوصون بشفاعتي ، الواردون حوضي وهم زوّاري غداً في الجنّة ، يا عليُّ مَن عمّرَ قبورَكُمُ وتعاهدها فكأنّما أعانَ سليمانَ بنَ داود (على نبيّنا وآله وعليهما السّلام) على بناءِ بيتِ المقدس ، ومَن زارَ قبورَكم عدلَ ذلك ثوابَ سبعين حِجّةً بعد حِجّةِ الإسلام ، وخرج من ذنوبِهِ حتّى يرجع من زيارتكم كيومٍ ولدتهُ أمُّهُ ، أبشر وبشّر أولياءَكَ ومحبّيكَ من النّعيم ، وقرّة العينِ بما لا عينَ رأت ، ولا أذنَ سمعت ، ولا خطرَ على قلبِ بشر ، ولكنّ حُثالةً منَ النّاس يُعيّرون زوّاركُم كما تُعيَّرُ الزّانيةُ بزناها أولئكَ شرارُ أمّتي لا نالتهم شفاعتي ، ولا يَردون حوضي». (16)

بيّضَ اللّه‏ُ وجوهَ المؤمنين والمؤمنات حيث لم يتركوا زيارة قبر أمير المؤمنين عليه‏ السلام ، وتعاهد قبره الشّريف ، وذلك لعظيم الأجر والثّواب الذي بشّرهم به رسول اللّه‏ صلى‏ الله ‏عليه ‏و‏آله ، والأئمّة من أهل بيته عليهم الصّلاة والسّلام من جهة ، ومن جهةٍ أخرى لِما رأوا عند قبره الشّريف من قضاء الحوائج ، ونيل الأماني ، وشفاء الأمراض التي استعصت على الطبّ ، ولم يتمكّن الأطباءُ من علاجها.

ومن جملة ذلك ما سمعتُهُ عن امرأةٍ مؤمنةٍ من أهل النّجف الأشرف كان قد ولد لها مولودٌ ما كان يتمكّن من المشي بعد أن بلغ السنّ التي ينبغي أن يمشي فيها كبقية الأولاد ، فراجعت الأطباء لأجل علاجه ، فلم تنتفع بشيء من ذلك ، حتّى بلغ الصّبيّ سنّ الرّابعة من عمره ، فحملته يوماً إلى طبيبٍ من أطباء النّجف الأشرف ، وبعد الفحوصات التي أجراها قال للأم :

اعلمي أنّ اللّه‏َ تعالى قد كتب على ابنك هذا عدم القدرةِ على المشي ، فاقبلي هذه الحقيقة ، ولا تراجعي بعد اليوم طبيباً لا في داخل العراق ، ولا خارِجِه ، لأ نّه لا فائدة من ذلك ، ولا يقدر أحد على شفاء ابنك هذا من مرضه!!

فحملت الأمُّ أبنَها ، وخرجت من عيادة الطّبيب ، وتوجّهت به مباشرةً إلى حرمِ أمير المؤمنين عليه‏ السلام ، فلمّا وصلت وضعت ابنها عند الضّريح الشّريف ، وبكت بكاءاً كثيراً ، ثمّ قالت: يا أبا الحسن سيّدي أريد شفاء ابني منك.

فما طالت المدّة ، وما تأخّر الجواب حتّى رأت ابنها يقوم ويقف على قدميه ، ويمشي في حرم أمير المؤمنين عليه أفضل الصّلاة والسّلام.

ورحم اللّه‏ الأزري حيث يقول:

هذِهِ مِنْ عُلاهُ احدى المعالي وعلى هذه فقِسْ ما سواها

وأمّا كيفيّة دفنه عليه الصّلاة والسّلام فَقَالَ محمّد بن الحنفيّة: ثمّ لمّا فرغنا من الصّلاة عليه ، حُملَ مقدّمُ النّعشِ وحملنا المؤخّرَ ، وخرج السّريرُ ممّا يلي باب كنده (من أبواب جامع الكوفة) ، ولمّا انتهينا به إلى الغري ، وإذا بمقدّم السّرير قد وُضِعَ فوضعنا مؤخّر السّرير ، ثمّ زحزحنا سريره وكشفنا التراب ، وإذا نحن بقبرٍ محفورٍ ، ولحدٍ مشقوقٍ ، وساجةٍ منقورة مكتوب عليها بالسريانيّة ، ومعناها بالعربي (بسم اللّه‏ الرّحمن الرّحيم هذا ما ادّخره نوح النّبيّ إلى عليٍّ الوصيِّ قبل الطّوفان بسبعمائةِ عامٍ) ، فلمّا أردنا انزاله إلى القبر سمعنا هاتفاً يقول:

أنزلوه إلى التّربةِ المقدّسة الطّاهرة ، فقد اشتاق الحبيبُ إلى حبيبِهِ. (17)

ووقف صاحبُهُ المخلص صعصعةُ بنُ صوحانَ العبدي مؤبّناً له بعد أن أرسل دموعَهُ على خدّيه وهو يقول:

هنيئاً لك يا أبا الحسن بهذه الشّهادة وهذه التّربة ، فلقد طِبت وطابَ مولدُكَ فطيّبَ اللّه‏ُ بك التّراب ، لقد عظُمَ صبرُكْ ، وارتفع قدرُكْ ، ورَبِحَتْ تجارتُكْ ، ولَحِقتَ بدرجةِ ابنِ عمّك المصطفى صلّى اللّه‏ عليه وآله ، فلقد مَنّ اللّه‏ُ علينا بك ، والعملِ بسيرتِكَ ، واقتفاءِ أثرِك ، وموالاةِ أوليائِكَ ، ومعاداةِ أعدائك ، وأن يحشرَنا في زمرتِكْ :

ألا مَن لي بأنسِكَ يا أخيّا ومَن لي أنْ أبثَّهُ ما لديّا
طوتكَ خطوبُ دهرٍ قد تولّى كذاكَ خطوبُهُ نشراً وطَيّا
بكيتُكَ يا علي بدَرِّ عيني (18) فلم يُغنِ البكاءُ عليك شَيّا
لقد كانت حياتُكَ لي عضاتٍ وأنتَ اليومَ أوعظُ منك حيّا
كفى حزناً بدفنكَ ثمّ إِنّي نفضتُ ترابَ قبرِكَ من يديّا

ولسان الحال:

نعي

اشسويت بينه يبن ملجم ضربته بسيف الناجع بسم
والحسين من عگبه تيتّم والحسن يجري الدمع من دم
وزينب على الخدين تلطم اومن بعده علينه تراكم الهم

نعي

يا مفگود هم بيك الزمان يعود هم يبدي الفرح وانزع هدوم السود
هم طيبه الليالي وترد لينه اردود مضت وشمول أهالينه الفلك طرها

*****

يقولون: ثمّ عاد الإمامان الحسنان عليهما السلام ومَن معهما من خواصِّهما وأهلِ بيتهما ، فمرّوا على مكان خربٍ قرب الكوفة فسمعوا أنيناً ، فإذا به رجل ضرير وحده في ذلك المكان ، فأخبروا الإمامين عليهما السلام ، فسألاه عن حاله فقال: إِنّي رجلٌ غريب لا أهلَ لي قد أعوزتني المعيشة ، وأتيت إلى هذا المكان منذ سنة ، وفي كلّ ليلة يأتيني شخصٌ إذا هدأت العيون بما أقتاتُ به من طعام وشراب ، ويجلس معي ويؤنسني ويسلّيني عمّا أنا فيه من الهمِّ والحزن ، وقد افتقدته منذ ثلاث ليالٍ ، فبكيا عليهما السلام وقالا له: ما اسمُهُ؟ قال: كنت أسأ لُهُ عن اسمه فيقول:

«إِنّما أبتغي بذلكَ وجهَ اللّه‏ِ والدّارَ الآخرة» ، فقالا له: أسمعنا من حديثه ، قال: كان دأبُهُ التّسبيحَ والتّكبيرَ والتّهليلَ ، فقالا له: هذه صفات سيّدنا أمير المؤمنين عليه‏ السلام ، فقال الرّجل الغريب: (صدقتما هذه صفات أمير المؤمنين عليه‏ السلام ، وأين هو؟) ، فقالا وهما يبكيان: قد فجعنا به أشقى الأشقياء ابن ملجم المرادي ، وقد رجعنا الآن من دفنه.

فلمّا سمع ذلك منهما رمى بنفسه على الأرض ، وجعل يحثو التّرابَ على رأسِهِ ، ويصرخ ويبكي ، فأبكى كلّ مَنْ كان حاضراً ، ثمّ بعد أن عرف أ نّهما الإمامان الحسنان عليهما السلام قال لهما: سألتكما باللّه‏ وبجدّكما رسول اللّه‏ صلّى اللّه‏ عليه وآله وأبيكما وليِّ اللّه‏ إلاّ ما عرّجتما بي على قبره لأجدّدَ به عهداً ، فقد تنغّص عيشي بقتله ، وتكدّرت حياتي بعد فقده.

وفعلاً عادا به إلى قبر أمير المؤمنين عليه‏ السلام وهم في البكاء والعويل المقرِّح للأكباد حتّى بلغوا القبر الشّريف ، فألقى الرّجل نفسه على تراب القبر ، وأخذ يحثو التّراب على رأسه ويبكي حتّى غشيَ عليه لكثرة البكاء والنّدبة ، فلمّا أفاق رفع كفّيه إلى السّماءِ وقال: أللهمّ إِ نّي أسألكَ بحقِّ مَن سكنَ هذه الحفرةَ المنوَّرة أن تلحقني به ، وتقبض روحي إِليك ، فإنّي لا أقدرُ على فراقِهِ ، ولا أستطيع التحمّل لوجدِهِ واشتياقه ، فاستجاب اللّه‏ تعالى له ، وخرَّ عند القبر ميّتاً رحمه‏الله ، فضجّوا بالبكاء حتّى أشرفوا على الهلاك من كثرته. (19)

أيّها المعزّون ألا يذكّركم هذا المحبُّ الضّريرُ الذي غشي عليه عند قبر أمير المؤمنين عليه‏ السلام حزناً عليه ، ألا يذكّركم بمحبٍّ ضريرٍ آخر غُشِيَ عليه عند قبر الإمام الحسين عليه‏ السلام لشدّة حزنه ، وبعد أن أفاق نادى ثلاثاً: يا حسين… يا حسين… يا حسين.

ثمّ قال: حبيبٌ لا يجيبُ حبيبه ، وأنّى لك بالجواب وقد فُرّقَ بين رأسِكَ وبدنِك.

ولمّا وصل إليه الإمام زينُ العابدين عليه‏ السلام قال له: يا جابر ها هنا ذبحت أطفالُنا ، ها هنا أحرقت خيامُنا ، ها هنا قتلت ر جالُنا ، ها هنا سبيت نساؤنا :

نعي

يجابر شگلك ما لي لسان على وجوهن فرن النسوان
وبثيابهن تلهب النيران لبـّالهن بالهيمه وليان

لگنهم ضحايا على التربان

*****

طور التخميس

بالأمس كانوا معي واليومَ قد رحلوا وخلّفوا بسويدَ القلب نيرانا

*****

لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه‏ العليّ العظيم

وسيعلمُ الّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون

والعاقبةُ للمُتّقين

تحميل PDF


1.
(1) اليعملات : الجمل والنّاقة المستخدمان في العمل / المنجد.
(2) ظلامات ومقتل أمير المؤمنين عليه‏ السلام ، للخطيب اللبيب الشّيخ محمود الشريفي زيد توفيقه ، نقلاً عن كتاب رياض المدح والرّثاء: ص217 ، ولم يُذكرْ الناظمُ لهذه القصيدة.
2. فرحة الغري ، للسّيد عبد الكريم بن طاووس قدس‏ سره: ص69.
3. أمالي الصّدوق ، للشّيخ الصّدوق قدس ‏سره: ص115.
4. فرحة الغري: ص33 ـ 34.
5. الكوكب الدّريّ : ج2 ص189.
6. فرحة الغري: ص35.
7. المصدر نفسه : ص29 ـ 30.
8. فرحة الغري: ص25.
9. بويع بعد موت أخيه الهادي سنة 170 ، ومات بسناباد خراسان سنة 193 وقد ناهز أربعاً وأربعين (44) عاماً.
10. الغريّان: بناءآن كالصومعتين بظاهر الكوفة بناهما المنذر بن امرء القيس ، والثَّويّة: موضع قريب من الكوفة.
11. الإرشاد ، للشّيخ المفيد قدس ‏سره: ص 19 ـ 20.
12. فرحة الغري: ص122.
13. الغدير ، للعلاّمة الأميني قدس‏ سره: ج4 ص88 .
14. فرحة الغري ، للسّيد عبد الكريم بن طاووس قدس‏ سره: ص75.
15. عَرْصة: جمعها عرصات ، كلّ بقعة ليس فيها بناء / المنجد.
16. فرحة الغري: ص77 ـ 78.
17. المطالب المهمّة ، للسيّد علي الهاشمي قدس‏ سره: ص 48 ـ 49.
18. درّ عيني: أي بكثرة الدّموع تشبيهاً بامتلاءِ الضّروع لبناً إذا درّت / المنجد.
19. مجموعة وفيات الأئمّة: ص 69 ـ 70 ، طبعة الشريف الرّضي ـ قم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

www.wanktube.one sexy amateur teen fucked doggystyle. ts kendra and ts natalie hardcore anal. evvivaporno cougar gets her both hairy holes wrecked in a wild fuck. she likes.xxx-indian-porn