بِنَفسي الذي لاقى مِنْ القومِ صَابراً

بسم الله الرحمن الرحيم

الشاعر: للشيخ عبد المنعم الفرطوسي (بِنَفسي الذي لاقى مِنْ القومِ صَابراً)

الشهادة الإمام الكاظم عليه السلام

نصاري:

أبوذية:

بسم الله الرحمن الرحيم
عظم الله أجورنا وأجوركم بشهادة الإمام السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام ألا وهو الإمام موسى بن جعفر عليه السلام سائلين المولى عزوجل أن يرزقنا في الدنيا زيارته وفي الآخرة شفاعته بحق محمد وآل محمد.

مولده عليه السلام:

ولد الإمام الكاظم عليه السلام في قرية تسمى(الابواء) وذلك في السابع من صفر سنة مائة وثمانية وعشرين للهجرة.
ولقب بألقاب كثيرة منها ،الكاظم ، والعبد الصالح ، وإمام المؤمنين. كنيته أبو الحسن ، ويكنى بأبي إبراهيم ، ويكنى أيضا بأبي علي .
وأمه أم ولد يقال لها حميدة البربرية (2) .

وقد واجه الإمام عليه السلام الحكومة الظالمة والتيارات المنحرفة من خلال صبره وثباته وإيمانه ، وقد روى الرواة والمؤرخون عنه مواقف تثير الإعجاب سيما مع هارون الرشيد والمحيطين به من خلال مناظراته القيمة.

ومن جملة مناظراته عليه السلام:

مع أبي يوسف القاضي وأبي حنيفة .

يروي عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابه قال : قال أبو يوسف القاضي للمهدي وعنده موسى بن جعفر عليه السلام: تأذن لي أن أسأله عن مسائل ليس عنده فيها شئ ؟.

فقال له: نعم.فقال لموسى بن جعفر عليه السلام: أسألك ؟ قال : سل. قال: ما تقول في التظليل للمحرم؟قال: لا يصح .قال : فيضرب الخباء في الأرض ويدخل البيت ؟ قال : نعم ، قال فما الفرق بين هذين ؟ .

قال عليه السلام: ما تقول في الطامث ، أتقضي الصلاة ؟ قال : لا ، قال : أتقضي الصوم ؟ قال : نعم . قال: ولم ؟ قال : هكذا جاء . قال عليه السلام: وهكذا جاء هنا . فقال المهدي لأبي يوسف القاضي : ما أراك صنعت شيئا قال: رماني بحجر دامغ (3).

وعن محمد بن الزبرقان في حديث عن أبي الحسن موسى عليه السلام قال: قال الرشيد : إني أريد أن أسألك عن مسألة,لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم (يا بن رسول الله) وأنتم ولد علي ، وفاطمة إنما هي وعاء ، والولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم ؟ فقلت : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلّاً هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ} (4).

فمن أبو عيسى ؟ فقال : ليس له أب ، إنما خلق من كلام الله عز وجل .فقلت : إنما ألحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل أمه مريم ، وألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة لا من قبل علي عليه السلام . فقال : أحسنت أحسنت يا موسى ، زدني من مثله . فقلت : إجتمعت الأمة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي ’إلى المباهلة لم يكن مع النبي إلا علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام.

فقال الله تبارك وتعالى{فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (5) .

فكان تأويل ” أبناءنا ” الحسن والحسين ، و ” نساءنا ” فاطمة ، و أنفسنا ” علي ابن أبي طالب . فقال : أحسنت (6) .

أقول:هذا إمامنا الكاظم عليه السلام الذي يقول عنه والد الإمام الصادق عليه السلام (وددت أن ليس لي ولد غيره لئلا يشركه في حبه أحد) (7).

ولنا الحق أن نفتخر به لان نشأته وحياته كانت إمتداد وإستمرار لحياة أهل البيت عليهم السلام وقد عبر الإمام الصادق ×عن هذه الحقيقة واصفا ولده (الحمد لله الذي جعلك خلفا عن الآباء وسرورا من الأبناء وعوضا عن الأصدقاء) (8).

وهكذا كانت روحه السامية لها الأثر الكبير على نفوس الآخرين فتكون سبب لإصلاحهم وهدايتهم.وهذا بشر الحافي عندما مر الإمام عليه السلام على داره ببغداد ، فسمع الملاهي وأصوات الغناء تخرج من تلك الدار ، وخرجت جارية وبيدها قمامة فرمت بها في الدرب .
فقال لها : يا جارية صاحب هذه الدار حر أم عبد ؟.
فقالت : بل حر فقال : صدقت ، لو كان عبدا لخاف من مولاه ! .
فلما دخلت قال بشر وهو على مائدة السكر.
ما أبطأك علينا ؟.
فقالت : حدثني رجل بكذا وكذا ، فخرج حافيا حتى لقي مولانا الكاظم عليه السلام فتاب على يده (9).

جنازة الإمام موسى الكاظم عليه السلام على جسر الرصافة

وهكذا بقى الإمام يعاني من الطغاة في السجون وظلم المطامير يقول: أن علي بن سويد قد اتصل بالإمام موسى بن جعفر ×وهو في طامورة السندي بن شاهك فسأله: سيدي متى الفرج لقد ضاقت صدورنا؟.

قال له الإمام: إن الفرج قريب يا ابن سويد، قال: متى سيدي. قال: يوم الجمعة ضحىً على الجسر بغداد. يقول علي بن سويد: ذهبت إلى بيوت الشيعة أطرقها بابا بابا أبشرهم بموعد خروج الإمام من السجن فلما جئت أنا وجمع كثير من الشيعة في ذلك اليوم إلى جسر الرصافة وإذا بجنازة مطروحة والمنادي ينادي: هذا إمام الرافضة قد مات حتف أنفه فانظروا إليه فجعل الناس يتفرسون في وجهه يقول علي بن سويد: جئت لأنظر إليه وإذا به سيدي ومولاي موسى بن جعفر عليه السلام وا إماماه، وا كاظماه، وا سيداه.

فأخذ علي بن سويد بالبكاء والنحيب عند رأس الإمام فبينما هو كذلك إذ مر به طبيب نصراني كانت بينهما صحبة فقال له ابن سويد: أقسمت عليك بالمسيح إلا ما رأيت ما سبب موت هذا المسجى؟ قال: اكشف لي عن باطن كفه فكشف له عن باطن كف الإمام فأخذ ينظر فيها وهو يهز رأسه قال ابن سويد: اخبرني ما رأيت؟ قال: يا ابن سويد ألهذا الرجل من عشيرة؟ قال: بلى هذا موسى بن جعفر سيد بني هاشم، قال: يا ابن سويد ابعث إلى أهله فليحضروا وليطلبوا بدمه فإن الرجل مات مسموماً (10).

نصاري: